للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ (٦٩)

٦٩ - وهي القصة الرابعة بعد قصص نوح وعاد وثمود، وجرى تقدمة قصة لوط بالكلام عن إبراهيم، لأنه جادل عن قوم لوط (الآيات ٧٤ - ٧٥)، شعورا منه بالمسؤولية ليس فقط تجاه عائلته وقومه الأقربين، بل تجاه القوم الذي لم تربطه بهم سوى علاقة غير مباشرة بواسطة ابن أخيه لوط:

﴿وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ﴾ وهم من الملائكة ﴿بِالْبُشْرى﴾ بالولد من زوجته سارة كما سيأتي ﴿قالُوا سَلاماً﴾ أي قالوا قولا سلاما ﴿قالَ سَلامٌ﴾ سلام عليكم ﴿فَما لَبِثَ﴾ أي فما أبطأ إبراهيم في واجب الضيافة ظنّا منه أنهم من البشر ﴿أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ حنيذ بمعنى مشوي بحجارة حامية في حفرة من الأرض، وهي طريقة في الشواء معروفة عند أهل البادية.

﴿فَلَمّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ﴾ (٧٠)

٧٠ - ﴿فَلَمّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ﴾ لا يمدّون أيديهم إلى العجل، أو إلى الطعام ﴿نَكِرَهُمْ﴾ أنكر ذلك منهم إذ وجده على غير ما يعهد من الضيف ﴿وَأَوْجَسَ﴾ استشعر وأدرك ﴿مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ لأنّ إبراهيم حتى تلك اللحظة لم يدرك أنهم ملائكة، فلمّا امتنعوا عن الأكل خاف أن يريدوا به مكروها، لأنّ الضيف عند العرب لا يمتنع عن طعام إلاّ لريبة أو لقصد سيئ، فلمّا لاحظوا منه الخوف: ﴿قالُوا لا تَخَفْ إِنّا﴾ ملائكة لا نأكل ﴿أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ﴾ أرسلنا إليهم بالعذاب.

﴿وَاِمْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ﴾ (٧١)

٧١ - ﴿وَاِمْرَأَتُهُ﴾ سارة ﴿قائِمَةٌ﴾ أي واقفة، ولعلّ وقوفها لخدمة الضيوف ﴿فَضَحِكَتْ﴾ لزوال الخوف عنها بعدما سمعت أنهم ملائكة لا يريدون بها وبزوجها سوءا ﴿فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ﴾ يكون لإسحاق ولد أيضا هو يعقوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>