﴿وهم المؤمنون الذين من صفاتهم اجتناب الكبائر والفواحش، ومن صفاتهم التسامح عند الغضب، وإقامة الصلاة والإنفاق، واعتماد الشورى في شؤونهم، ولا يخلدون ويستكينون إلى الضعف، بل يدفعون البغي عن أنفسهم: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اِسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ (٣٧ - ٣٩)،
أمّا من يتجاوز الحد في ردّ السيئة - البغي - فيكون قد ارتكب سيئة مثلها ويصبح باغيا بدوره، ولذا لا يحب الله المتجاوزين في الانتقام والعدوان، في حين يؤجر من يعفو ويصلح: ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ﴾ (٤٠)،
غير أن العفو ليس إلزاميا فهو راجع إلى صاحب الحق، والعفو دليل على السمو الروحي والأخلاقي لصاحبه، أمّا إن اختار الانتصار لنفسه بلا تجاوز فلا إشكال عليه: ﴿وَلَمَنِ اِنْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ (٤١)،
ويؤاخذ تعالى الظالمين البغاة المفسدين في الأرض فيعاقبهم إن في الدنيا أو في الآخرة: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (٤٢)،
وهنالك الصبر والمغفرة الناتجين عن ارتفاع الفرد وسموّه عن نوازع الانتقام: