١٣٥ - ﴿فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ﴾ مرّة بعد مرّة ﴿إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ﴾ أي إلى أجل يمكنّهم من الوفاء بوعودهم بالإيمان وإطلاق بني إسرائيل ﴿إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ بوعودهم في كلّ مرة، وهذا دأب الخاطئين في كل الأزمنة.
١٣٦ - ﴿فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ﴾ بعد إعطائهم كل الفرص لرؤية الحقيقة وإمهالهم للتوبة ﴿فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ وهو غرق فرعون وجنوده في البحر الأحمر، في أثناء مطاردتهم موسى وبني إسرائيل ﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا﴾ بسبب تكذيبهم بالآيات وكفرهم برسالة موسى ﴿وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ قبل بعثة موسى وبعده، غفلوا عنها إطلاقا قبل بعثته، ثم غفلوا عن صحتها وعن معناها بعمى قلوبهم رغم تذكيرهم بها.
١٣٧ - ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ﴾ وهم بنو إسرائيل، كانوا مستضعفين في عبودية فرعون لهم، ولأن فرعون كان يقتّل أبناءهم ويستحيي نساءهم ﴿مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها﴾ وهي أرض فلسطين، بارك تعالى فيها بكثرة بعث الأنبياء بها، أورثهم مشارقها ومغاربها، وليس معنى ذلك أنها صارت ميراثا أبديا لهم فذلك مخالف للواقع التاريخي، وللمذكور في تتمة هذه السورة (الآيات ١٦٦ - ١٦٨)، راجع أيضا شرح آية [المائدة ٢١/ ٥]، وقد عاقبهم تعالى بالنفي من فلسطين بعد أن عاثوا فيها الفساد، ولم يدم ملكهم