للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم، الذين زيّن لهم الشيطان أعمالهم من الظلم والفساد، حتى حان أجلهم المقدّر: ﴿لَمّا ظَلَمُوا﴾ بسبب ظلمهم ﴿وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ﴾ من قبل، فلم يكن لديهم عذر بالغفلة، انظر [الأنعام ١٣١/ ٦]،

﴿وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا﴾ رغم بعث الرسل لهم ﴿كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ المصرّين على الإجرام، وهي العاقبة الطبيعية لأمثالهم،

﴿ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (١٤)

١٤ - ﴿ثُمَّ جَعَلْناكُمْ﴾ أيها العرب والمسلمون ﴿خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ﴾ ببعث خاتم الأنبياء والرسل فيكم ﴿مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ من بعد القرون الأولى، والخلائف جمع خليفة، وهو من يخلف غيره في الشيء، أي إن الله تعالى بشّر المسلمين أنهم يخلفون الأمم التي كانت قبلهم كأمم اليهود والفرس واليونان والروم، والآية من معجزات القرآن لأنها إعلام بالغيب الذي تحقق، واستخدام الفعل الماضي بقوله تعالى ﴿جَعَلْناكُمْ﴾ للتأكيد، أي هو محقق لا محالة، وقد علل هذا الاستخلاف بقوله ﴿لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ والمعنى أن هذه الخلافة جعلها تعالى لهم لإقامة الحق والعدل في الأرض، ولتطهيرها من الشرك، لا لمجرد التمتع بالملك والحكم، فبقاء خلافتهم منوط بصلاح أعمالهم، وأنه تعالى ناظر فيها، حتى لا يغتروا ويظنوا أن الملك باق لهم لذواتهم، أو لجنسهم، أو لنسبتهم إلى نبيه ، ولا أنهم مستثنون من سننه تعالى في خلقه، فبقدر إقامة هذه السنن يكون الملك والسلطان لهم، (انظر تفسير المنار).

﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا اِئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (١٥)

١٥ - بعد إنكارهم النبوة (الآية ٢)، وإنكارهم النشور (الآية ٧)، يدّعي الكفار والمشركون أن القرآن من عند النبي : ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ﴾ على العرب وقت البعثة ﴿آياتُنا بَيِّناتٍ﴾ آيات القرآن الكريم الواضحة المبهرة المعجزة

<<  <  ج: ص:  >  >>