للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَيَدْعُونَنا رَغَباً﴾ راغبين في نعمنا ﴿وَرَهَباً﴾ وراهبين من ردّها ﴿وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ﴾ مخبتين متضرعين دائمي الوجل.

﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَاِبْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ﴾ (٩١)

٩١ - ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها﴾ مريم ﴿فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا﴾ عبارة عن الإحياء، قال الألوسي: وليس هنالك من نفخ حقيقة.

﴿وَجَعَلْناها وَاِبْنَها﴾ عيسى ﴿آيَةً لِلْعالَمِينَ﴾ رسالة للناس، ومعجزة.

﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (٩٢)

٩٢ - ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً﴾ أيها الأنبياء المشار إليهم، وأيها الناس المبعوث إليهم، جاءتكم الرسل برسالة التوحيد منذ الأزل، وهي رسالة الإسلام لله تعالى ﴿وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ بلا شرك، والمغزى؛ ما دامت الرسالة واحدة فلا مبرر للتفرق أمما وطوائف، ولمعنى العبادة انظر شرح قوله تعالى في آية [الذاريات ٥٦/ ٥١].

﴿وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ﴾ (٩٣)

٩٣ - ﴿وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ﴾ رغم أن الرسالات السماوية واحدة، إلا أنّ الناس تفرقت طوائف وجماعات وأحزابا، كلّ حزب بما لديهم فرحون، كلّ منهم يعتقد أنه يحتكر الحقيقة لنفسه، فمرجعهم إلى الله تعالى وحده يحاسبهم.

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنّا لَهُ كاتِبُونَ﴾ (٩٤)

٩٤ - ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ﴾ أي لا حرمان لثواب عمله، عبّر عنه بالكفران الذي هو ستر النعمة وجحودها، لبيان كمال نزاهته تعالى عمّا يستحيل صدوره عنه، وفي الآية ما يدلّ على أنّ قبول

<<  <  ج: ص:  >  >>