ولذلك قال تعالى عنهم ﴿إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المائدة:
٥/ ٣٣].
﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً﴾ كما في آية [المائدة: ٥/ ٣٣]، ﴿وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ فلا يصلون إلى مبتغاهم من السعادة الدنيوية، وينالهم عقاب الآخرة.
٦٦ - ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ على صورتها الصحيحة التي نزلت بها، ولم يحرّفوها ويضيفوا إليها ويحذفوا منها ﴿وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ وهو القرآن ﴿لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ أي لنعموا بخيرات السماء الروحية ﴿وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ وخيرات الأرض المادية ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾ معتدلة في أمور الدين بلا مغالاة ولا تطرف ﴿وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ الكثير منهم يضمرون الحقد ضد الإسلام والمسلمين ويكيدون لهم.
٦٧ - بعد أن ذكرت الآية المتقدمة أنّ أهل الكتاب لم يقيموا التوراة والإنجيل، تبيّن هذه الآية أنّ رسالة القرآن نزلت لهدايتهم، بدليل تتمة الخطاب في الآية (٦٨)﴾ الذي ينص أن عليهم إقامة التوراة والإنجيل والقرآن:
﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ لأهل الكتاب، وللبشرية قاطبة، والمعنى جميع ما أنزل إليك، والخطاب وإن كان في الأصل للرسول فهو