للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من إيمانه العميق بالخالق الذي تبهر مخلوقاته العقول، وتلك هي العبرة من القصة.

﴿فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ﴾ (١٩)

١٩ - ﴿فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها﴾ من قول النملة، واحتراما لها ﴿وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ ألهمني ﴿أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ﴾ حتى وصلت إلى ما أنا فيه من النعم والفهم والإيمان ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ﴾ شكرا لنعمك علينا، وفيه إشارة لقوله تعالى: ﴿اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً﴾ [سبأ ١٣/ ٣٤]، ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ﴾ تفضّلا منك، وليس بعملي ﴿فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ﴾ الذين ترضى عنهم.

﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ من الذين حشروا له، المشار إليهم بالآية (١٧)، ﴿فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾ طير من الطيور ﴿أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ﴾ لسبب من الأسباب.

﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ﴾ بما أنّ التعذيب والذبح لم يحصلا من قبل سليمان، فلنا أن نعتقد أنّ الخطاب عنهما مجرّد اصطلاح على سبيل القول والمجاز وليس الفعل والتنفيذ، ولنا أن نقارن ذلك مع موقفه من النمل واحتياطه بشأنها، قال الرازي: فهذا مما لا يجوز أن يقال إلاّ فيمن هو مكلّف، أو فيمن قارب العقل فيصح أن يؤدّب ﴿أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ حجة تبين سبب غيابه.

﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>