للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٠ - ﴿فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ بأن وفّقهم للشهادة وما يترتّب عليها من الكرامة والتفضيل والدرجات ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ يستبشرون بأن حال من خلفهم من المؤمنين ستكون جيدة بعد الموت بعدما رأوه من نعيم الآخرة، بدليل الآية (١٧١) ﴿مِنْ خَلْفِهِمْ﴾ الذين بقوا بعدهم ﴿أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ لا خوف عليهم من أهوال القيامة ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على ما فاتهم في الدنيا، والمشار لهم هم الذين لم يلحقوا بهم ممّن قاتل ولم يقتل.

﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١٧١)

١٧١ - ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ﴾ لمن لم يلحق بهم ﴿وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي الشهداء منهم وغير الشهداء.

﴿الَّذِينَ اِسْتَجابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاِتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (١٧٢)

١٧٢ - ﴿الَّذِينَ اِسْتَجابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ بعدما أصابتهم الجراح، وهم إخوان أولئك الشهداء الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، إذ دعاهم الرسول للخروج من المدينة لمطاردة المشركين بعد وقعة أحد، ذلك أن أبا سفيان لمّا انصرف من أحد مع المشركين وقطعوا أشواطا في طريقهم إلى مكة، ندموا وقال بعضهم لبعض لم نفعل شيئا إذ لم نستأصل محمدا وأصحابه فعزموا على الرجوع، فبلغ ذلك النبيّ فاستنفر أصحابه للخروج لملاقاتهم، وقال لهم لا يخرجنّ معي إلاّ من شارك في قتال أحد، فخرج معه جمع منهم من يتحامل على جراحه، حتى بلغوا موقعا يقال له حمراء الأسد على مسيرة ثمانية أميال من المدينة، فلما علم المشركون بذلك ألقى الله الرعب في قلوبهم فانهزموا ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاِتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ هم المؤمنون الذين خرجوا مع النبي إلى حمراء الأسد متحاملين على أنفسهم وعلى جراحهم، وأحسنوا لأن الإحسان أن يقوم الإنسان بعمله على أحسن وجه، واتقوا التقصير ومعصية النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>