للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الصافات - ٣٧ - مكية]

[مقدمة]

نزلت في أواسط الفترة المكية.

[ارتباط السورة بما قبلها]

إذا فهمنا أن كلمة (الصافات) تعني الآيات والسور القرآنية المصفوفة بنظم وتماسك محكمين، فيكون هنالك ارتباط بين افتتاح سورة ياسين المتقدمة بقوله تعالى: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ (١/ ٣٦ - ٢) وبين افتتاح سورة الصافات بقوله تعالى: ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا * فَالزّاجِراتِ زَجْراً * فَالتّالِياتِ ذِكْراً﴾ (١/ ٣٧ - ٣)، لأن (حكيم) و (محكم) بمعنى واحد، فتكون الإشارة للنظم المحكم في الآيات والسور القرآنية المصفوفة صفّا.

أما إذا فهمنا من كلمة (الصافات) أنها الرسالات السماوية المتتالية التي نزلت على الرسل، فيكون هنالك ارتباط بين قوله تعالى في سورة ياسين المتقدمة: ﴿وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اِثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾ (١٣/ ٣٦ - ١٤)، وقوله تعالى: ﴿يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٣٠/ ٣٦)، وبين افتتاح هذه السورة بقوله تعالى: ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا * فَالزّاجِراتِ زَجْراً * فَالتّالِياتِ ذِكْراً﴾ (١/ ٣٧ - ٣) إشارة لتتالي بعث الرسل وتنزّل الرسالات على بني آدم التي تزجرهم عن الضلال وتتلو عليهم الذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>