٦٨ - ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾ القرآن الكريم بما فيه من الإعجاز؟ فيفقهوا ما فيه ﴿أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ فقد جاءت الرسل قبل ذلك برسالات التوحيد وتلك سنّة قديمة في الناس.
٦٩ - ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ﴾ محمدا ﷺ؟ وهذا القول ينطبق على الناس في كل العصور، وليس مقتصرا على كفار قريش ﴿فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ فهنا لك الكثير من النبوءات بقدومه في الكتب السابقة، انظر مثلا كتاب (محمد في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى) تأليف البروفسور عبد الأحد داود.
٧٠ - ﴿أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ﴾ زعموا به الجنون ﴿بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ وهم غارقون في الباطل ﴿وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ﴾ لأن نظرتهم المادية للدنيا غير ما جاء به القرآن الكريم، وهم يريدون قرآنا يطابق أفكارهم ونظرياتهم المادية.
٧١ - ﴿وَلَوِ اِتَّبَعَ الْحَقُّ﴾ الذي جاء به النبي ﷺ ﴿أَهْواءَهُمْ﴾ من الفساد والانهماك في مادية الدنيا وزخرفها ﴿لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ بكسب أيديهم، انظر شرح قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم ٤١/ ٣٠]، ﴿بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ﴾ بقرآنهم ﴿فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ﴾ عن قرآنهم ﴿مُعْرِضُونَ﴾ لأن القرآن يذكّرهم بميثاقهم الفطري المأخوذ عليهم في الأصلاب.