للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٦ - ﴿وَلَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اُقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ أي كونوا على استعداد للتضحية بأنفسكم في سبيل الله، ولا يقتصر ذلك على القتال وإنما يتجاوزه إلى تكريس النفس لخدمة الدين بالدعوة وبشتى الوسائل، وقد يكون معنى قتل النفس قتل النوازع الشريرة بها ﴿أَوِ اُخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ﴾ هاجروا من دياركم في سبيل الله ﴿ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ وهو دليل على ضعف جملة المكلّفين من الناس، لأنّ القلّة منهم فقط على استعداد للتضحية بالنفس والديار، ويحتمل أن الكلام في المنافقين فقط، أو المترددين الذين يكتفون من الإسلام بالاسم، ويجبنون ويبخلون عن تقديم التضحيات ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ﴾ في مصالحهم الدنيوية ﴿وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً﴾ لهم في إيمانهم ودينهم.

﴿وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنّا أَجْراً عَظِيماً﴾ (٦٧)

٦٧ - ﴿وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنّا أَجْراً عَظِيماً﴾ كما في الحديث: «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».

﴿وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً﴾ (٦٨)

٦٨ - ﴿وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً﴾ بإنقاذهم من قلق التردد والخوف على الدنيا وانشغال الذهن بالتوافه.

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً﴾ (٦٩)

٦٩ - ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ﴾ أي الكتاب والسنة كما هو مذكور بالآيات (٥٩) و (٦٥)﴾ ﴿فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ﴾ الصدّيقين الذين يغلب عليهم الصدق وسلامة الفطرة والسريرة والتمييز بين الحق والباطل، والشهداء بهذا المعنى هم غير المقتولين في سبيل الله، بل الذين يشهدون على صحة الدين بالحجة

<<  <  ج: ص:  >  >>