نزلت في أواخر الفترة المكية، واشتق اسمها من ذكر كلمة الطور - جبل سيناء - بأول السورة، إشارة إلى بدء الرسالات السماوية الثلاث الأخيرة.
[ارتباط السورة بما قبلها]
تبدو أول السورة وكأنها استمرار لآخر الخطاب في سورة الذاريات المتقدمة حيث يتهكم المجرمون باستعجال العذاب: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الذاريات ٥٩/ ٥١]، فتبدأ سورة الطور بتأكيد وقوعه لأمثالهم لا محالة: ﴿إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ * ما لَهُ مِنْ دافِعٍ﴾ [الطور ٧/ ٥٢ - ٨]،
كما أن تركيز سورة الذاريات على قوله تعالى: ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات ٥٦/ ٥١] يتبعه في سورة الطور أن المكذّبين يشكّون في صحة الوحي دون دليل عقلي، بل إن طغيان عقولهم يزيّن لهم الشعور بالاكتفاء الذاتي وعدم حاجتهم إلى الوحي: ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ﴾ [الطور ٣٢/ ٥٢]، مع أنهم قاصرون عن خزائن العلم والغيب والقدرة الإلهية: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ [الطور ٣٧/ ٥٢].