١١١ - ﴿وَإِنَّ كُلاًّ﴾ من المختلفين ﴿لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ﴾ من حسن وقبيح، وإيمان وكفر، فيجازيهم عليها ﴿إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ لا يخفى عليه شيء،
١١٢ - ﴿فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾ أي ما دام أمر الأمم من قبلك، كما قصصنا عليك أيها الرسول، فاستقم كما أمرناك في القرآن ﴿وَمَنْ تابَ مَعَكَ﴾ وليستقم معك من تاب من الشرك وآمن برسالتك واتبعك ﴿وَلا تَطْغَوْا﴾ أيها المسلمون، بتجاوز الحدود غلوّا في الدين، لأن الإفراط فيه كالتفريط، وقالوا إنّ هذا دليل على وجوب اتباع النصوص في الأمور الدينية وهي العقائد والعبادات، واجتناب الرأي وبطلان التقليد فيها ﴿إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فيحاسبكم على أعمالكم.
١١٣ - ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ بارتكاب المظالم، من مسلمين وغيرهم ﴿فَتَمَسَّكُمُ النّارُ﴾ بنتيجة عملكم ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ﴾ فولاية أمثالهم لا تنفعكم ﴿ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ استبعاد نصرته تعالى لمن يركن إليهم، وهذه الآية وسابقتها من سننه تعالى في المجتمعات أن الطغيان والركون إلى الظالمين من أسباب هلاك الأمم.
١١٤ - بعد أن أمر تعالى بالاستقامة، أضاف الأمر بالصلاة، وذلك دليل على أن أعظم العبادات بعد الإيمان بالله هو الصلاة ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً﴾