نزلت في أواسط الفترة المكية، واشتق اسمها من الإشارة لزمر الذين أصروا على الكفر، وزمر الذين اتقوا المشار إليهم بالآيات (٧١ و ٧٣).
[ارتباط السورة بما قبلها]
اختتمت سورة (ص) المتقدمة بقوله تعالى عن القرآن الكريم: ﴿إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ (٨٧/ ٣٨ - ٨٨)، وتفتتح سورة الزمر بأنه تنزيل من العزيز الحكيم: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (١/ ٣٩).
وفي سورة (ص) يبرر الكفار ضلالهم بضلال أتباع الديانات الأخرى: ﴿ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اِخْتِلاقٌ﴾ (٧/ ٣٨)، ثم تبين سورة الزمر أنّ على الإنسان اتّباع أحسن الهدي أي القرآن: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ (١٨/ ٣٩).
[محور السورة]
وجوب الإخلاص في العبادة، ونفي الشرك والشركاء المزعومين، لأن الشرك وما فيه من حطّ لكرامة الإنسان يؤدي بالمشركين إلى خسارة أنفسهم وأهليهم نتيجة اتخاذهم القرار الخاطئ: ﴿فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ﴾ (١٥).
وأن على المرء أن يستخدم حجة العقل والنظر والاستدلال للنظر في ما بين يديه من الكتب المقدسة فيتّبع أحسن الهدي وهو القرآن الكريم الذي بقي على