١٠٨ - ﴿تِلْكَ آياتُ اللهِ﴾ المشتملة على المواعظ والعبر والدالّة على الصراط المستقيم ﴿نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ﴾ متضمنة الحق، لبيان حقيقة الحياة والخلق والعواقب ﴿وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ﴾ الله تعالى قد بيّن الحقيقة لعباده فمن ضلّ عن الطريق الصحيح يكون ظالما لنفسه.
وذلك شبيه بقوله تعالى: ﴿ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ﴾ [الأنعام: ٦/ ١٣١] أي أنّه تعالى لا يهلك المجتمعات بظلم وضلال منها، ما لم تكن الرسالة السماوية قد وصلتها أوّلا، فعرفت بها الصواب من الخطأ.
١٠٩ - ﴿وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ﴾ المعنى أنه تعالى قادر على منع الظلم والضلال في هذه الدنيا بالجبر والقهر ولكنه ترك لعباده أن يختاروا الهداية ويتركوا المعصية طواعية ﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ فهو المحيط بالحكمة من كل شيء، والمتصرف بشؤون خلقه وتدبيرهم، وإليه يرجعون فيحاسبهم على ما عملوا.
١١٠ - ﴿كُنْتُمْ﴾ أيها المسلمون ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ﴾ أي خير أمة أخرجت لأجل الناس ومنفعتهم، لأنّ الإرادة الإلهية اقتضت أن يكون الإسلام خاتمة للأديان السابقة، وإكمالا لها دينا عالميا غير عنصري، لكل البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم بلا تحيّز، فلم يعد هنالك حاجة لبعث المزيد من