٧ - ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ﴾ إحدى الطائفتين: عير أبي سفيان، أو نفير قريش ﴿أَنَّها لَكُمْ﴾ وعدهم تعالى، على لسان نبيّه، الغلبة على الطائفة التي يستقر خيارهم عليها: العير، أو النفير ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ غير ذات الشوكة قافلة أبي سفيان، إذ لم يكن معها سوى حوالي أربعين مسلحا، فهي الطائفة التي لا شوكة لها ولا حدة ولا شدة، وهي ما كان يودّه فريق من المؤمنين عندما استشارهم النبي ﷺ قبل الخروج من المدينة ﴿وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ﴾ بهذه الآية التي أنزلها على نبيّه، ليثبت الإسلام ويظهر كونه حقّا، وهو الهدف الذي من أجله يكون القتال، وليس للمادة الزائلة، أو الفائدة العاجلة التي كان يرجوها فريق من المؤمنين ﴿وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ﴾ يستأصلهم، فكانت هزيمة المشركين في بدر بداية لاستئصالهم.
٨ - ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ﴾ وهي الحكمة الداعية لاختيار ذات الشوكة ونصر المؤمنين عليها رغم إرادتهم غيرها ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ المشركون.
٩ - ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾ بعد أن استقر العزم على الخروج لملاقاة ذات الشوكة، أي جيش قريش، ثم التقى الجيشان في بدر وجها لوجه، ورأى المسلمون رأي العين تفوق قريش في العدد والعدة، وأصابهم الفزع، استغاث المسلمون ربّهم بدعاء النبي ﷺ ودعائهم ﴿فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ استجاب لهم تعالى على لسان النبي ﷺ أنه يمدّهم بألف من الملائكة متتابعين، ثم قرأ النبي ﷺ على أصحابه قوله تعالى ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر ٤٥/ ٥٤]، وقال لهم "كأني أنظر إلى مصارع القوم".