٢٧٩ - ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾ إن لم تتركوا الربا ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ فلا يهنأ لكم عيش، ولا يطفئ ظمأكم للمادة شيء، وتجرون وراءها جري الوحوش، وفي زمن البعثة كانت مقاومة الرسول للمرابين بالحرب فعلا، أمّا في حاضرنا فنحن نرى أثر هذه الحرب في تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الربوية، كازياد حجم العجز في ميزانيات الدول الكبيرة والصغيرة، وبشكل تصاعدي حاد لا يرجى منه شفاء، لأنّ الميزانيات لا تكاد تكفي لسداد الفوائد على القروض الحكومية، وقد ترتّب على ذلك تقلص الخدمات الاجتماعية والصحية لمستحقيها، ونقص الدخل وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وارتفاع نسبة الجريمة، واتساع الهوة بين دخل الأغنياء وعامة الناس بسبب تركز الثروة لدى شريحة قليلة من الناس ﴿وَإِنْ تُبْتُمْ﴾ أي إن تبتم من استحلال الربا ﴿فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ فلا تظلمون الآخرين بطلب الزيادة على رأس المال، ولا تظلمون بنقصان رأس مالكم.
٢٨٠ - ﴿وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ﴾ العسرة من الإعسار، وهو تعذّر وجود المال، والنظرة من الإنظار وهو الإمهال، أما الميسرة واليسر فهي الغنى، والمعنى إذا كان المدين معسرا فعليكم إمهاله وتأجيل الدين حتّى يصير في يسر ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ إن تصدّقتم بالدين على المعسر فهو خير لكم من الإمهال، والصدقة تكون على الفقير، وأمّا على الموسر فلا، وهكذا فإنّ إمهال المعسر واجب، والأخذ منه بعد الإمهال حلال، ويستحبّ التصدّق عليه بالدين إن كان فقيرا، انظر الطبري.