اليهود والنصارى المتاحة بين أيدينا اليوم إذ لم يبق فيها من الوحي الصحيح إلاّ القليل، وأضيف إليها الكثير من كتابات البشر، راجع شرح آية [آل عمران ٣/ ٣]، ﴿وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ﴾ تأكيد لتحقق الوعد الإلهي ﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ﴾ بشرى بحسن العاقبة ﴿وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ يتضاءل معه كل فوز آخر، لأنه بيع الدنيا الفانية الزائلة، مقابل الخلود في جنة الآخرة.
١١٢ - هذه الآية بيان لصفات المؤمنين المجاهدين المشار إليهم آنفا:
﴿التّائِبُونَ﴾ من ذنوبهم، كتوبة الكافر الذي يدخل الإسلام، وتوبة المنافق من نفاقه، وتوبة العاصي من ذنوبه، وتوبة المقصّر في عمل الخير، وتوبة الغافل عن ذكر ربه ﴿الْعابِدُونَ﴾ الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة ﴿الْحامِدُونَ﴾ له تعالى على كل حال ﴿السّائِحُونَ﴾ في طلب مرضاته، فعلا ومجازا، كالمجاهدين وطلبة العلم والدعاة والمهاجرين في سبيل الله، وقيل هم الصائمون، لأن السائح عندهم كان كالصائم في سفره، لقلة ما يحمله من زاد ﴿الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ﴾ المقيمون الصلاة، كأن الركوع والسجود صفة من صفاتهم الثابتة، وكأن الركوع والسجود طابع مميز لهم بين الناس ﴿الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ راجع شرح [آل عمران ١٠٤/ ٣] ﴿وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ﴾ المبيّنة في الشرائع والأحكام والمعاملات ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ المتصفين بهذه الصفات.
١١٣ - مزيد من صفات المؤمنين المذكورة صفاتهم آنفا، بأنهم لا يستغفرون لمن ماتوا مصرّين على الكفر ولو كانوا أولي قربى، والآية تأكيد لوجوب إظهار البراءة من المشركين والمنافقين من جميع الوجوه، بمن فيهم الذين ماتوا مصرّين على الكفر ولو كانوا ذوي قربى: