للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالأحرى غيره من البشر - ليس حفيظا على الناس: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ [/ ٤٨٤٢].

[النظم في السورة]

﴿تبدأ السورة بالبيان أن الوحي السماوي الذي نزل على النبي استمرار للوحي الذي نزل على من قبله من الأنبياء والرسل: ﴿حم * عسق * كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١ - ٣)،

لأن الله تعالى المتصرّف بشؤون عباده لا يتركهم بلا هداية: ﴿لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (٤)،

وأن الملائكة تسبح بحمده وتستغفر للإنسان كونه ميالا للخطأ: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء / ٢٨٤]، فمن صفاته تعالى أنه الغفور الرحيم: ﴿تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (٥)،

ومن ثمّ فإن النبي، ومن باب أولى غيره من الناس، ليس وكيلا على المصرّين على الكفر أو الشرك، فالله تعالى هو الذي يحفظ عليهم أعمالهم ويحاسبهم عليها: ﴿وَالَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (٦)،

وأنّ القرآن، بخلاف الرسالات السابقة، نزل رسالة عالمية للبشر كافة:

﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>