للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥ - ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها﴾ في وقت لا يعتاد دخولها ﴿فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ﴾ من بني إسرائيل ﴿وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ﴾ من المصريين ﴿فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ﴾ أي قتل المصري ﴿قالَ﴾ موسى مسترجعا أمره ﴿هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ﴾ المعنى؛ إنّ قتله المصري كان بنتيجة تزيين الشيطان له ﴿إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ﴾ الشيطان ظاهر العداوة والإضلال، والواضح من كلام موسى أنه هبّ لنجدة العبري ليس لكونه على صواب، ولكن فقط عصبية وتحيّزا له، ولعلّ هذه هي العبرة من القصة في هذا الموضع.

﴿قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (١٦)

١٦ - ﴿قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾ بالعصبية، وقتلي المصريّ بلا ذنب ﴿فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

﴿قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ﴾ (١٧)

١٧ - ﴿قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ من المغفرة ﴿فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ﴾ مدافعا عنهم، والمغزى أن الذي دافع عنه موسى وقتل المصري بسببه كان كافرا مجرما.

﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اِسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ﴾ ما تكون نتيجة قتله المصري بالأمس؟ ﴿فَإِذَا الَّذِي اِسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ﴾ الإسرائيلي ﴿يَسْتَصْرِخُهُ﴾ يستنجد به صارخا ﴿قالَ لَهُ مُوسى﴾ للإسرائيلي ﴿إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾ ضال في الغواية.

﴿فَلَمّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاّ أَنْ تَكُونَ جَبّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>