للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٨)

٨ - ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ أي العدل الحقّ يكون يومئذ، فتسوّى مظالم الدنيا يوم الحساب ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ﴾ ثقلت موازين أعماله، بالإيمان والأعمال الصالحة ﴿فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الفائزون بالنجاة والنعيم المقيم.

﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ﴾ (٩)

٩ - ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ﴾ خفّت موازين أعماله، لأن الباطل خفيف لا قرار له ﴿فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بتهالكهم على الدنيا والمادة والجاه والزعامة فلم يتورعوا عن شيء في سبيلها ﴿بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ﴾ يظلمون أنفسهم نتيجة كفرهم بالآيات، وإنكارهم الحساب والآخرة،

ونظيره قوله تعالى ﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام ١٢/ ٦]، وقوله تعالى ﴿فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً﴾ [الكهف ١٠٥/ ١٨] أي لا تكون قيمة لأعمالهم.

﴿وَلَقَدْ مَكَّنّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ﴾ (١٠)

١٠ - خلاصة الآيات المتقدمة (٢ - ٩) في نزول القرآن والإنذار والتذكير به، ووجوب اتباعه دون غيره، والتذكير بهلاك المجتمعات السابقة التي كفرت بالوحي واطمأنّت إلى الرخاء والدعة، وعدم جدوى ندمها وحسرتها في العاقبة، ومسؤولية الناس عن أعمالهم، وأن العدل يوم الحساب يقتضي محاسبة المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، ولمّا كان افتتان الناس بالرخاء المادّي هو سبب فسادهم وانهماكهم في الشهوات، فهذه الآية تبين قلّة الشاكرين من الناس رغم النعم التي يرفلون بها:

﴿وَلَقَدْ مَكَّنّاكُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ بأن منحهم تعالى العقول كي يتعلّموا ويعملوا، ويتمكنوا من ثروات الأرض ويسخّروها لمعيشتهم ﴿وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ﴾ فقد جعل تعالى في الأرض وسائل المعيشة ابتداء ﴿قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>