للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿إِنّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿إِنّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ﴾ جميع المخلوقات حتى الجماد منها، والبهائم تسبح الله تعالى، وقيل سمّيت بهائم لكون كلامها وأحوالها قد أبهم على غالب الخلق: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء ٤٤/ ١٧]، فما بال هؤلاء المكذّبين يجحدون؟ وقد أنعم الله تعالى عليهم بالعقول وعلّمهم الأسماء كلها، انظر [البقرة ٣١/ ٢].

﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوّابٌ﴾ (١٩)

١٩ - ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً﴾ حتى الطيور التي لا عقل لها ولا إدراك كالإنسان ﴿كُلٌّ لَهُ أَوّابٌ﴾ كل من الجبال والطيور تؤوب أي ترجع لله تعالى بالتسبيح.

﴿وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿وَشَدَدْنا مُلْكَهُ﴾ قوّيناه ﴿وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ﴾ النبوّة وكمال العلم وإتقان العمل، انظر [النساء ٥٤/ ٤] حيث تساوي الحكمة بالنبوّة ﴿وَفَصْلَ الْخِطابِ﴾ بتمييز الحق من الباطل.

﴿وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ﴾ (٢١)

٢١ - وهنا تعطي السورة مثالا لكون داوود أوّابا أي رجّاعا بالاستغفار، الآية (١٧): ﴿وَهَلْ أَتاكَ﴾ أيها النبي، أو أيها القارئ ﴿نَبَأُ الْخَصْمِ﴾ المتخاصمين ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ﴾ تسلّقوا سور المحراب الذي كان داوود يصلّي فيه.

﴿إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاِهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ﴾ لأنهم كانوا ملكين على صورة بشر ﴿قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ﴾ أي نحن خصمان، وسنرى في الآية التالية أن

<<  <  ج: ص:  >  >>