للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤ - ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ﴾ من الجحود والاستكبار ﴿وَما يُعْلِنُونَ﴾ من الأقوال والأفعال المترتبة عليها.

﴿وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾ (٧٥)

٧٥ - ﴿وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ﴾ ثابتة الخفاء، كائنة ما كانت، أي من عموم الغائبة ما لا سبيل لكم إلى علمه ﴿إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾ الله وحده يعلمه، كونه في علم الله المسبق القديم.

﴿إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (٧٦)

٧٦ - الآيات من (٧٦) إلى (٨٢) في بني إسرائيل خاصة: ﴿إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ من اليهود والنصارى بالنظر إلى أنهما معا يعدّان العهد القديم جزءا من كتابهم المقدس ﴿أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ فيصحح عقائدهم وما ورد في كتبهم، في وضعها الحالي الفاسد، عن داوود وسليمان وغيرهم من الأنبياء، وقوله تعالى ﴿أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ معناه أنّ الباقي لن يعلموه إلاّ في الآخرة، لأنه من ضمن الغيب.

﴿وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٧٧)

٧٧ - ﴿وَإِنَّهُ﴾ القرآن الكريم ﴿لَهُدىً﴾ يبين طريق الهداية ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ في الدنيا والآخرة ﴿لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ لمن يختار الإيمان به.

﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ (٧٨)

٧٨ - ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ﴾ بين بني إسرائيل من اليهود والنصارى المشار إليهم بالآية (٧٦)، وبين المؤمنين المشار إليهم بالآية (٧٧)، ﴿بِحُكْمِهِ﴾ بحكمته جلّ شأنه، ومن ذلك نكوص بني إسرائيل عن الإسلام، وعن القرآن، واعتدادهم بكتبهم المحرفة الفاسدة، من عهدين قديم وجديد ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ لا يردّ حكمه ﴿الْعَلِيمُ﴾ بجميع الأشياء التي من جملتها قضاؤه بهم.

﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>