للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة الأحقاف استمرار لقصة بني إسرائيل المذكورة في سورة الجاثية، الآيات [الجاثية ١٦/ ٤٥ - ١٧]، والتي بدأت في سورة الدخان، الآيات [الدخان ٣٠/ ٤٤ - ٣٦]، ثمّ في هذه السورة يشهد شاهد من بني إسرائيل، وهو موسى ، على مبعث النبي الأحمد خاتم الأنبياء والرسل، الآية [الأحقاف ١٠/ ٤٦]،

[محور السورة]

بعد تأكيد أصالة القرآن، تبين السورة أن الخلق ليس عبثا، وأنه ينتهي إلى أجل مسمّى: ﴿ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ﴾ [٣/ ٤٦]، وتنفي الشرك والشركاء عنه تعالى، وتحض الإنسان على تفهم ذلك لما في الشرك من حطّ بكرامة البشر:

﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ﴾ [٥/ ٤٦]، وأن من شأن المستكبرين المصرّين على الكفر الاستهزاء بضعاف الناس من الأقليات المؤمنة بزعم أن ضعفهم ناتج من تدينهم، جاهلين أن الضعف، إن وجد، سببه سوء فهم للدين: ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ [١١/ ٤٦]، وأنّ الإيمان من دون العمل الصالح لا يستقيم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اِسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [١٣/ ٤٦]، وأن لا ملجأ ولا مفر ولا بديل لمن لا يستجيب للهدي الإلهي: ﴿وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [٣٢/ ٤٦]، وأن مفهوم الزمن بالمقياس الدنيوي لا معنى له بمقاييس الآخرة:

﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ﴾ [٣٥/ ٤٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>