١٤ - ﴿فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا﴾ مع أنه كان معلوما لديكم بما جبلتم عليه من الفطرة، ولكنكم نكثتم وأنكرتم ﴿إِنّا نَسِيناكُمْ﴾ تركناكم في العذاب ترك المنسي ﴿وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ لأن عذاب الخلد مترتّب على عملكم، وناتج عن الاستكبار كما سوف تبيّن الآية التالية.
١٥ - ﴿إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها﴾ كونها معلومة لديهم سلفا ﴿خَرُّوا سُجَّداً﴾ إقرارا بها ﴿وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ تنزيها له عن كل ما لا يليق به من العجز والظلم ﴿وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ لأن إنكار الآيات ناتج عن الاستكبار.
١٦ - ومن صفاتهم أيضا قيام الليل: ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ﴾ كناية عن تركهم النوم لصلاة النوافل بالليل ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً﴾ من سخطه وعذابه ﷿ ﴿وَطَمَعاً﴾ في رحمته ﴿وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ في وجوه الخير من زكاة وصدقات.
١٧ - ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ في الجنة، لأن وصفها لا يمكن تمثيله بعالم المشاهدة الذي نعرفه، وهي في علم الغيب الذي هو خارج نطاق تصوّر البشر، وفي الحديث: إنها لا كعين رأت، ولا كأذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ في دنياهم من الخير.