للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْكَها فَسَوّاها﴾ [٢٧/ ٧٩ - ٢٨]، غير أنّ الكافر لا يدرك حقيقة الآخرة والحساب إلا بعد الفوات: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها﴾ [٤٦/ ٧٩].

[النظم في السورة]

﴿تبدأ السورة بالإشارة لواحدة من معجزاته تعالى في الفلك، وهي النجوم التي تطلع ثم تغيب: ﴿وَالنّازِعاتِ غَرْقاً﴾ (١) فالنازعات إشارة لطلوعها، وغرقا إشارة لغروبها، أي هي تنزع ثم تغرق غرقا،

ثم هي تنتقل من برج إلى برج: ﴿وَالنّاشِطاتِ نَشْطاً﴾ (٢)

وتسبح في الفلك: ﴿وَالسّابِحاتِ سَبْحاً﴾ (٣)، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس / ٤٠٣٦]،

كما هي تسبق بعضها بعضا في السير لكون حركة بعضها أسرع من بعض:

﴿فَالسّابِقاتِ سَبْقاً﴾ (٤)

وبحركتها تتميز الأوقات وتنتظم أمور الكون: ﴿فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً﴾ (٥)، كما في قوله تعالى: ﴿لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ﴾ [يونس ٥/ ١٠]، ثم تقع الواقعة باختلال حركتها كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّجُومُ اِنْكَدَرَتْ﴾ [التكوير ٢/ ٨١]،

وبعد الإشارة إلى معجزات النجوم والفلك، ما يفيد وجود خالق مهيمن يخضع الكون والبشر لحكمته وتقديره وقضائه، تبدأ السورة بوصف يوم البعث يوم ترجف الأرض أو تزلزل في رجفة تلو الأخرى: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ﴾ (٦ - ٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>