وكان قد قاوم بعثة المسيح وأنصاره مقاومة مريرة واستعدى الرومان عليهم، ثم بعد رفع المسيح ﵇، ادّعى بولس النصرانية بعد أن كان في طريقه إلى والي دمشق للوشاية ببعض النصارى.
كان بولس متشربا للثقافة اليونانية «الهلنستية» الغاصة بقصص آلهة اليونان وسلالاتها الخرافية فاستساغ إدخالها على عقيدة المسيح، وأكثر كتابات العهد الجديد من تأليفه، وقد لاقت أفكاره هوى لدى قسطنطين الكبير إمبراطور بيزنطة لأنه كان هو نفسه وثنيا هلنستيا يوناني الثقافة، وكان يخشى وقوع الحروب الأهلية بين الطوائف المسيحية في بلاده، فادّعى النصرانية وقرر جمع مملكته على مبدأ بولس، ولهذا الغرض عقد مؤتمر نيقية تحت إشرافه عام ٣٢٥ م وجمع فيه مختلف رجال الدين المسيحي من كل الفئات، وأصدر مرسوما إمبراطوريا بإعلان ديانة بولس ديانة رسمية للدولة، ولم يوافقه على ذلك سوى أقلية من رجال الدين المجتمعين في نيقية، ثم حدثت الاضطهادات الرهيبة في الإمبراطورية ضد الموحدين بزعامة أريوس أسقف الإسكندرية الذي رفض ألوهية المسيح واعتبره بشرا كباقي الناس، وأريوس هو الذي وردت الإشارة إليه في رسالة النبي ﷺ إلى هرقل إمبراطور بيزنطة عند ما كتب له:«أسلم تسلم فإن تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيين»، انظر أيضا شرح آيات [آل عمران: ٣/ ٣]، [النساء: ٤/ ١٧١]، [المائدة: ٥/ ١٣].
﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ المعنى أن أهل الإنجيل لم يحكموا بالإنجيل، وإنما حكموا ويحكتمون إلى أفكار ومبادئ بولس الدخيلة ممّا لم ينزل به الوحي، فاؤلئك هم الفاسقون بالمعصية والخروج عن أصل الشريعة.