﴿مَواخِرَ فِيهِ﴾ دليلا على ما أودعه تعالى في الإنسان من المقدرة على الاختراع والتقانة ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾ لتسهيل معاشكم ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ هذه النعم، قولا وعملا،
١٥ - ﴿وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ﴾ وهي الجبال ﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ لئلا تميد الأرض بكم، أي لئلا تهتز وتضطرب، والمقصود أنّ الجبال تساهم في توازن القشرة الأرضية، فهي متوازنة على اللافا المنصهرة في باطن الأرض، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْجِبالَ أَوْتاداً﴾ [النبأ ٧/ ٧٨]، ولا يمنع ذلك حدوث الزلازل وانفجار البراكين أحيانا، وذلك أيضا من مظاهر الإعجاز التي لا يعقلها إلاّ العالمون ﴿وَأَنْهاراً وَسُبُلاً﴾ من المعالم الطبيعية والجغرافية والجيولوجية على سطح الأرض ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ بمعالم الطرق هذه، أو لعلكم تهتدون إلى الإيمان بالخالق الأحد، بدليل الآية (١٧)،
﴿وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (١٦)
١٦ - ﴿وَعَلاماتٍ﴾ الله تعالى جعل هذه المعالم الطبيعية المشار إليها آنفا علامات يستفاد منها في الأسفار ﴿وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ وهي معالم طبيعية في السماء يستفاد منها لمعرفة الاتجاهات في البحار والصحاري، بالإضافة إلى المعالم الأرضية المشار إليها،
﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ (١٧)
١٧ - ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ﴾ كل هذه العجائب المذهلة المشار إليها بالآيات (٣ - ١٦) المتقدمة ﴿كَمَنْ لا يَخْلُقُ﴾ شيئا، من الشركاء المزعومين المشار إليهم بالآيات (١) و (٣)، ﴿أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ حقائق الأمور؟
١٨ - ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا﴾ أيها المجادلون والمخاصمون بالمشار إليهم بالآية (٤)﴾ ﴿نِعْمَةَ اللهِ﴾ آثار أو تجلّيات نعمة الله عليكم ﴿لا تُحْصُوها﴾ فما سبق ذكره