شبيه بقولهم: ﴿وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف ٣١/ ٤٣]، أي على رجل عظيم من فارس أو الروم، أو من مكة أو الطائف، ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي﴾ المغزى أنهم في شكّ من القرآن، وليس في شخص النبي، لأنّ القرآن يعارض شركهم وأهواءهم ﴿بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ﴾ المترتّب على إنكار القرآن.
١٠ - ﴿أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما﴾ هل يظنّون أنّ بإمكانهم يوما السيطرة على الكون والطبيعة ممّا هو من خصائص الألوهية فقط؟ ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ﴾ فليستخدموا كل إمكاناتهم إن استطاعوا.
﴿جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ﴾ (١١)
١١ - ﴿جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ﴾ مهما تكاتف الكفار وتعاضدوا وتحزّبوا، بعضهم مع بعض، فمصيرهم في النهاية إلى الزوال عندما يختارون إنكار الحقيقة.
١٢ - الآيات (١٢ - ١٦) تضرب أمثلة على الأمم المهزومة المشار إليها بالآية المتقدمة: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ﴾ قبل قريش ﴿قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ﴾ فرعون ذو الأوتاد: تشبيه لثبات ملك فرعون ورسوخ سلطته ببيت ثابتة أوتاده في الأرض.