للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه القصص من عدة زوايا، والتأكيد على علاقة البشر بعضهم ببعض ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ﴾ (١١٧/ ١١)،

[محور السورة]

تركيز السورة على البيّنة، وهي الدليل العقلي على الإيمان، ويتلوه الوحي الذي نزل على الرسل، كما هي الحال في نزول القرآن الكريم شاهد منه تعالى على الحقيقة: ﴿أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ (١٧)،

ومثل ذلك فيما سبق من بعث الرسل، كقوله تعالى على لسان نوح: ﴿قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي﴾ أي بالدليل العقلي ﴿وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ﴾ أي الوحي، انظر آية [آل عمران ٧٤/ ٣]، ﴿فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ﴾ (٢٨)، لأن الأصل في الإيمان أن يكون الإنسان مختارا، والإلزام الفكري لا يصح ﴿وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (٣٤)، أي من لا يستخدم ملكاته العقلية على النحو السوي لا ينفعه النصح،

ومثل ذلك قوم هود أنكروا على نبيهم الدليل العقلي وأصرّوا على التقليد والتكذيب: ﴿قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ (٥٣)،

وكذا كانت حال النبي صالح مع قومه ثمود جاءهم بالدليل العقلي: ﴿قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي﴾ وبالوحي الذي نزل عليه: ﴿وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً﴾ (٦٣)،

<<  <  ج: ص:  >  >>