للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ﴾ رسالة سماوية مكان أخرى، انظر شرح آية [البقرة ١٠٦/ ٢]، ﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ﴾ من القرآن الكريم الذي نسخ ما قبله من الرسالات ﴿قالُوا﴾ قال الكفار للنبي ﴿إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ أي افتريت القرآن، وجئت به من عندك ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ بل يتّبعون الظن والتخمين، ولا يقرؤون القرآن قراءة جدية لتقويمه من حيث جدارته، ومعرفة مصدره الحقيقي، كما سوف يرد في الآية التالية:

﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (١٠٢)

١٠٢ - ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ﴾ جبريل ﴿مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ متضمّنا الحق ﴿لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ به ﴿وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ الذين أسلموا وجههم لله،

﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ (١٠٣)

١٠٣ - ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾ زعموا أن النبي تعلّم القرآن من بشر، أي من كاهن يهودي أو نصراني، في حين أنّ: ﴿لِسانُ﴾ الكتاب المقدّس عند اليهود والنصارى، بقسميه العهد القديم، والعهد الجديد ﴿الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ﴾ يميلون إليه ﴿أَعْجَمِيٌّ﴾ لأنه وقت البعثة النبوية لم يكن العهدان القديم والجديد مترجمين إلى اللغة العربية، فالعهد الجديد كان متاحا إمّا باللغة السريانية، طبعة البسيطة، أو باللاتينية، طبعة الفالجيت الشائعة، أمّا الترجمة العربية الأولى للعهد الجديد فتمت بتاريخ ١٠٦٠ م، أي بعد البعثة النبوية بأكثر من أربعة قرون، وهي طبعة موجودة الآن في روسية بمكتبة سان بطرسبرج، ومن باب أولى أنه لم يكن هنالك ترجمة عربية للعهد القديم، مع العلم أن النبي كان أميا على أية حال،

<<  <  ج: ص:  >  >>