للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧ - ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ﴾ وهي الطوائف المسيحية المتعددة جدا والتي لا تزال تتكاثر حتى اليوم توغل في التنظير لمعرفة (طبيعة) المسيح، لا تريد الإقرار بأنه مجرد بشر ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأصرّوا على الكفر ﴿مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ في الآخرة.

﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا﴾ بعد انكشاف الحجب يوم القيامة لا يبقى لديهم أدنى شك في الحقيقة، ﴿لكِنِ الظّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ الغشاوة على أسماعهم وعلى أبصارهم في الدنيا بنتيجة ظلمهم أنفسهم وعدم استخدام مداركهم.

﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ﴾ يوم القيامة حيث يكثر التحسّر من الكفار ﴿إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ﴾ بفناء الدنيا وزوال التكليف ﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾ عنه اليوم ﴿وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ بل مصرّون على كفرهم.

﴿إِنّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ﴾ (٤٠)

٤٠ - ﴿إِنّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها﴾ تؤول الأمور إلى من لا يملك النفع والضرر إلاّ الله تعالى ﴿وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ﴾ للحساب.

﴿وَاُذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا﴾ (٤١)

٤١ - ﴿وَاُذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا﴾ أي اذكر أيها الرسول، أو أيها القارئ قصة إبراهيم كما وردت في هذا القرآن، الذي يصحح ما ورد في كتب اليهود والنصارى ويهيمن عليها، وهذه القصة الثالثة في السورة بعد قصّتي زكريا وولده يحيى، وقصة مريم وعيسى، وارتباطها مع ما قبلها أنّ إبراهيم أبا الأنبياء كان يدعو للتوحيد كما دعا إليه المسيح خلافا لما زعموه عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>