﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ﴾ أي من لم يجد الرقبة التي يعتقها كأن انقطع الرقيق كما هو مقصد الإسلام - وهذه العبارة تشعر بهذا المقصد - أو لم يجد مالا يشتري به رقيقا يحرره، وحذف المفعول به يدل على الأمرين معا ﴿فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ﴾ عليه صيام شهرين قمريين متتابعين بلا انقطاع ﴿تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ أي شرع لكم تعالى ما ذكر كي تتوبوا ويقبل توبتكم، وهو عليم بأحوالكم وحكيم فيما يشرع لكم.
٩٣ - ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً﴾ نقل الزمخشري عن ابن عباس أن قاتل العمد لا توبة له.
٩٤ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ استمرار الخطاب من الآية السابقة، أي إذا سرتم جهادا في سبيل الله كونوا على بيّنة من الذين تقاتلونهم وتجنّبوا قتل الخطأ المشار إليه في الآية السابقة، ولا تعجلوا فتقتلوا من كان مسالما أو التبس عليكم أمره، إلا من علمتموه يقينا حربا لكم ولله ولرسوله.
﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً﴾ نهى تعالى عن إنكار إسلام من يدّعي الإسلام أو من ينطق بالشهادتين، فكل من أظهر الإسلام يقبل منه ويعتبر مسلما، ولا يبحث عن الباعث له على ذلك، ولا يتّهم في صدقه وإخلاصه، ولا يحمل إسلامه على أنه مخادعة حتى يتبين خلاف ذلك.