كانت توبتكم صحيحة ﴿ثُمَّ تُرَدُّونَ﴾ بعد الموت ﴿إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ﴾ الذي يعلم ما تكتمون وما تعلنون ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ويحاسبكم على عملكم وفق ما تستحقّون.
٩٥ - ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ﴾ بعد اعتذارهم لكم بالأعذار الواهية، وعدم تصديقكم لهم (الآية ٩٤)، فسوف يؤكدون أعذارهم بالأيمان الكاذبة ﴿إِذَا اِنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ﴾ من سفركم ﴿لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾ عن عقابهم، وهو سبب اعتذارهم وحلفهم الأيمان الكاذبة، إذ كانوا يخشون العقاب ﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾ وهكذا فإنّ النبي ﷺ لم يعاقبهم بعد عودته من الغزوة، فقد جاءه المخلفون وطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، فقبل منهم علانيتهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى ﴿إِنَّهُمْ رِجْسٌ﴾ دلالة على خبث باطنهم، راجع شرح آية [الأعراف ٧١/ ٧]، ﴿وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ في دنياهم من السيئات.
٩٦ - ﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ﴾ وهو الغرض الثاني من حلفهم الأيمان الكاذبة أن يرضى عنهم الرسول والمؤمنون ﴿فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ﴾ لا ينفعهم رضاكم، لأن الله لا يرضى عنهم: ﴿فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ﴾ المراد نهي المؤمنين عن الاغترار بأعذارهم الكاذبة.