٤٧ - ﴿يا بَنِي إِسْرائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ ببعث الأنبياء منكم ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ﴾ ببعث الأنبياء منكم في وقت من الأوقات، إذ كان المطلوب منهم تقبّل الهدي الإلهي لصالحهم وصالح باقي الأمم، ممّا فشلوا فيه أشدّ الفشل، والمراد من الخطاب تنبيه العرب أيضا، لأنّ التفضيل لحقهم ببعث النبيّ ﷺ منهم بعد أن اقتضت الحكمة الإلهية انتقال النبوة من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل.
وقصة بني إسرائيل وارتكاسهم المتكرر إلى الوثنية مثال عن انحراف بني آدم عن هداية الوحي ومعاناتهم المريرة في التوصل إلى الهداية ومحاولة تجنب الضلال والشقاء.
٤٨ - ﴿وَاِتَّقُوا يَوْماً﴾ يوم الحساب ﴿لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ هذه إشارة إلى العقيدة المسيحية التي ابتدعها بولس، عن افتداء الخطيئة بالنيابة، وإلى اعتقاد اليهود أنهم الشعب المختار، وظنهم أنهم لا يحاسبون يوم القيامة، بل يغفر لهم بشفاعة أنبيائهم، والقرآن الكريم يدحض مثل هذه العقائد قطعيا.
٤٩ - ﴿وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ﴾ واذكروا إذ نجّيناكم من عذاب آل فرعون، لأنه عندما خاف الفراعنة مغبة النمو السكاني عند اليهود في مصر عملوا على انقراضهم بقتل المواليد الذكور منهم ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ﴾ ويستبقون نساءكم ﴿وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾