والحذف والإضافة، على العكس مما حدث للكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، وهذه الآية جواب على اتهامهم النبي بالجنون لتنزّل الذكر عليه (الآية ٦)،
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾ (١٠)
١٠ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾ لكل أمة رسولها، فما وجه الغرابة في بعث خاتم الأنبياء والرسل إلى الناس قاطبة؟
﴿وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (١١)
١١ - ﴿وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ كما استهزأ كفار قريش ببعثة النبي الأحمد، وكما يستهزيء بها الكفار في كل عصر.
﴿كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (١٢)
١٢ - ﴿كَذلِكَ نَسْلُكُهُ﴾ أي الاستهزاء ﴿فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾ بالنظر لسوء جبلّتهم وإصرارهم على الضلال وتشنّج عقولهم، فلا يفيدهم العقل السليم،
﴿لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾ (١٣)
١٣ - ﴿لا يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ أي بالرسول أو بالقرآن ﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾ في أن الله تعالى يهلك المكذّبين، الآية (٥).
﴿وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾ (١٤)
١٤ - ﴿وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ﴾ على هؤلاء المعاندين المكابرين ﴿باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾ لو أتيحت لهم فرصة الصعود إلى السماء وانكشاف بعض حجب الغيب لهم،
﴿لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ (١٥)
١٥ - ﴿لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا﴾ لشدة عنادهم ومكابرتهم يظنّون انقطاع الرؤية السليمة عن أعينهم، وسكر البصر كالسكر الذي يسد مجرى الماء، أو السكر الناتج عن الثمالة ﴿بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ ويظنون السحر