للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة المؤمنون أن الضالين منهم فرحون بما هم عليه من الضلال: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (٥٣/ ٢٣).

وفي سورة الحج أن مفهوم البشر للزمن الدنيوي لا معنى له: ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ﴾ (٤٧/ ٢٢)، وبيان ذلك في سورة المؤمنون:

﴿قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ * قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (١١٢/ ٢٣ - ١١٤)،

[محور السورة]

فلاح المؤمنين المتصفين بالصفات السامية: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (١)، بالمقارنة مع وضاعة خلق الإنسان من الطين: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ (١٢)، ثم رفع منزلته بنفخ الروح فيه: ﴿ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ﴾ (١٤)، وبعثه من جديد بعد الموت: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ (١٥ - ١٦)، ما يوجب عليه حسن استخدام ملكاته في دنياه، لا التقليد الأعمى: ﴿ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ (٢٤)، كما في دعاء نوح أن يمنحه الله الهداية والبصيرة كي يصل إلى ما فيه الفلاح الدنيوي والأخروي: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾ (٢٩).

وقد تتالى بعث الرسل على مرّ العصور: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (٤٤)، والرسل بعثت للناس برسالة واحدة: ﴿وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (٥٢)، ثم تفرقت الأمم من بعدهم فرقا وطوائف:

﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (٥٣)، فوجب على المسلم - بعد دعوتهم - أن يذرهم حتى يكتشفوا أخطاءهم: ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتّى حِينٍ﴾ (٥٤)، لأنهم يظنّون أنّ رخاءهم المادي هو غاية ما يطمح

<<  <  ج: ص:  >  >>