للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو في هذه الحالة أبرهة الأشرم وأتباعه، وأمثالهم كثر في كل عصر، من أكابر القوم وأصاغرهم.

[محور السورة]

إن كان الله تعالى يحمي بيته فمن باب أولى أنه يحمي دينه ليظهره على الدين كله، انظر آية [الصف ٩/ ٦١]، رغم تخاذل من يتخاذل لقوله: ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ﴾ [الأنعام ٨٩/ ٦].

[النظم في السورة]

﴿تشير السورة إلى العاقبة الوخيمة التي انتهى إليها أصحاب الفيل، وهم أبرهة الأشرم وحاشيته وجيشه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ﴾ (١)

والعبرة من القصة أنّ جبروتهم وتخطيطهم وكيدهم لم يفدهم شيئا بل كان في ضلال وضياع أدّى إلى دمارهم: ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴾ (٢)

﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ (٣ - ٥) واختلفوا في تفسير الطير الأبابيل التي رمت جيش أبرهة بحجارة من سجّيل فأفنته عن آخره، حين كان أهالي مكة مختبئين في الجبال دون مقاومة منهم للغزاة، وليس من شك أنّ ما حدث كان معجزة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، ويوم تلا الرسول هذه السورة على أهل مكة حوالي السنة الثالثة من البعثة كان فيهم الكثير ممّن شهدوا تلك الواقعة إذ لم يكد ينصرم حتى مبعث الرسول سوى نيف وأربعين عاما، فلم يعارضه أحد منهم على كثرة كفار مكة ممّن كانوا يتشوقون لتكذيبه.

وبما أنه لا يوجد في القرآن الكريم أو الحديث الصحيح ما يؤيد ما ذهب إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>