المفسرون من تفصيل عن الطير الأبابيل والحجارة من سجّيل فلنا أن نعتقد أن الطير الأبابيل أي المتفرقة قد تكون طيورا أو حشرات طائرة نقلت إلى جيش أبرهة وباء من الأوبئة كمرض الحصبة - أو الحصباء - فهي بهذا المعنى تحصبهم أي ترميهم بحجارة من سجّيل - من السجلّ - أي بما كتبه الله تعالى عليهم منذ الأزل من العقاب والفناء حتى جعلهم كعصف مأكول، والعصف: التبن إذ تعصف به الريح فتفرّقه عن الحبّ كما في قوله تعالى: ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ﴾ [الرحمن ١٢/ ٥٥]، والتبن إذا كان مأكولا فقد بطل ولا رجعة فيه ولا منعة، والعصف أيضا ورق الزرع الجاف يبقى على الأرض بعد الحصاد فتعصف به الريح وتأكله المواشي فيخرج منها روثا متفرقا، وهكذا يكون تشبيه فلول جيش أبرهة بالعصف المأكول من بلاغة القرآن وآدابه في نفس الوقت، دون التطرق إلى التفصيل.