للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المائدة أن القول بالتثليث كفر: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ [المائدة: ٥/ ٧٣]، ونهي لهم عن الغلو: ﴿قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة: ٥/ ٧٧].

[محور سورة المائدة]

يدور محور السورة حول المواضيع التالية بالترتيب:

١ - الآيات (١ - ١١) في العقود، ومن ذلك بيان المحرّمات والطيبات، وأحكام الوضوء والصلاة، والشهادة.

٢ - الآيات (١٢ - ٨٦) في أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ودحض عقائدهم، لكونهم أضاعوا - نسوا - جزءا كبيرا من كتبهم، وتبين الآيات ضلال اليهود عن رسالة موسى وتمردهم، وإفسادهم في الأرض وما يترتب عليهم جزاء محاربتهم الله ورسوله، وسوء سرائرهم، ورفضهم إنجيل عيسى، وأن القرآن الكريم مهيمن على ما تبقى من كتب اليهود والنصارى بحيث أصبح معيارا لمعرفة الغث من السمين منها، الآية (٤٨)، لذا تنهى السورة المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وتفصّل في ضلال اليهود والنصارى وتبين كفرهم، لكنّ المؤمنين منهم دخلوا الإسلام.

٣ - الآيات (٨٧ - ١٠٨) عودة الخطاب إلى أول السورة في العقود، وحكم اللغو في الأيمان، وحكم الأيمان المعقدة، وتحريم الخمر، وحكم الصيد في الحرم، والنهي عن التنطع في سؤال ما عفت عنه الشريعة، وتوجب الوصية وشهادتها،

٤ - الآيات (١٠٩ - ١٢٠) ختام السورة في عيسى المسيح، وإيمان الحواريين والنصارى به، في حين ضلّت المسيحية عنه وجعلته وأمّه إلهين.

وتبلغ السورة أوجها بأن القرآن الكريم يصدّق فقط ما تبقى بين يديه من الوحي الصحيح في كتب اليهود والنصارى، ويغربل الصحيح منها من الزائف:

<<  <  ج: ص:  >  >>