للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنّاظِرِينَ﴾ (١٠٨)

١٠٨ - ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ﴾ أخرجها من جيبه ﴿فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنّاظِرِينَ﴾ أي بيضاء بياضا نورانيا مضيئا ساطعا، وقد تكون رمزا لنور نبوّته، وهي الآية الثانية التي جاءهم بها موسى فأذهلتهم، فلو كان الثعبان قد أثار عندهم أي ريبة أو توجس بالشر أو شعورا بالرعب، فهذا النور قد دحض أط ريبة من هذا القبيل لأنه معاكس لما يرمز إليه الثعبان عندهم.

﴿قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ﴾ (١٠٩)

١٠٩ - ﴿قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ﴾ كان للآيتين اللتين جاء بهما موسى تأثيرهما الكبير على فرعون وملئه، كما سوف يظهر من تتمة الآيات، ولكنهم مالوا إلى المكابرة وقرروا تفسيرهما من منظار السحر الذي اعتادوا بوساطته أن يتلاعبوا بعقلية الجماهير، ويلاحظ أن هذا القول منسوب إلى الملأ من قوم فرعون، لأن الملأ في مثل هذه الأحوال يداهنون كبيرهم، وقلّما يخلصون له النصيحة، وفي سورة الشعراء أن فرعون قال ذلك أيضا، ويحتمل أنه قاله ابتداء، ثم وافقه عليه كبار القوم كما هي عادة الحاشية من موافقة الطغاة.

﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَماذا تَأْمُرُونَ﴾ (١١٠)

١١٠ - أتمّ فرعون كلام الملأ، وادعائهم أن موسى ساحر عليم، بقوله:

﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ﴾ بعد أن نسبوا السحر إلى موسى، أضاف فرعون زعمه أن موسى جاء طالبا الملك والزعامة، ولا يوجد سبب واضح لذلك سوى أن موسى ادعى النبوة وطلب منهم تحرير بني إسرائيل وإطلاقهم من مصر، وقد رأى فرعون أنه لو قبل نبوّة موسى لترتّب عليها نسف نظامه الاجتماعي والسياسي من أساسه، لأن فرعون لم يكن حاكما سياسيا فحسب، بل جمع لنفسه ادعاء الألوهية، كما أن تحرير بني إسرائيل قد يزعزع نظام العبودية عنده، وقد يشجع باقي العبيد على التمرد والثورة، وقد تكون النتيجة

<<  <  ج: ص:  >  >>