للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - ﴿إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ﴾ بالمقارنة مع مصير المذبذبين المشار إليهم آنفا ﴿إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ﴾ في إيصال الثواب لمستحقيه.

﴿مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ﴾ وهو من زمرة الناس الذين يعبدون الله على حرف المشار إليهم بالآية (١١)، إذ يشكك في أن الله تعالى ينصر عباده ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ﴾ أي فليطلب، إن استطاع، أسلوبا أو حيلة يصل بهما إلى السماء، بعد أن دعا من دون الله ما لا يضره ولا ينفعه، الآيات (١٢ - ١٣)، ﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾ ليمض في سبيله ﴿فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ﴾ تخطيطه ﴿ما يَغِيظُ﴾ أي إن تخطيطه قصير الأمد لن يفيده شيئا في إزالة غيظه المترتب على الفتنة التي أصابته فخسر بها الدنيا والآخرة.

﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ﴾ (١٦)

١٦ - ﴿وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ﴾ القرآن الكريم ﴿وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ﴾ من غير المذبذبين الذين يعبدونه على حرف.

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (١٧)

١٧ - بعد أن أشارت الآيات المتقدمة (٨ - ١٣) و (١٥)﴾ إلى أحوال الكفار المكابرين، والمذبذبين أنصاف المؤمنين، تبين هذه الآية أن الفصل بين الناس يكون يوم القيامة:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ من المسلمين ﴿وَالَّذِينَ هادُوا﴾ اليهود ﴿وَالصّابِئِينَ﴾ الصابئين أتباع يحيى المعمدان بن زكريا، لأنه كان يعمّد، أي يصبغ أتباعه في نهر الأردن في دلالة على اعتناقهم رسالته ﴿وَالنَّصارى﴾ الذين نصروا عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>