١٥ - ﴿مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ﴾ وهو من زمرة الناس الذين يعبدون الله على حرف المشار إليهم بالآية (١١)، إذ يشكك في أن الله تعالى ينصر عباده ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ﴾ أي فليطلب، إن استطاع، أسلوبا أو حيلة يصل بهما إلى السماء، بعد أن دعا من دون الله ما لا يضره ولا ينفعه، الآيات (١٢ - ١٣)، ﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾ ليمض في سبيله ﴿فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ﴾ تخطيطه ﴿ما يَغِيظُ﴾ أي إن تخطيطه قصير الأمد لن يفيده شيئا في إزالة غيظه المترتب على الفتنة التي أصابته فخسر بها الدنيا والآخرة.
١٧ - بعد أن أشارت الآيات المتقدمة (٨ - ١٣) و (١٥)﴾ إلى أحوال الكفار المكابرين، والمذبذبين أنصاف المؤمنين، تبين هذه الآية أن الفصل بين الناس يكون يوم القيامة:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ من المسلمين ﴿وَالَّذِينَ هادُوا﴾ اليهود ﴿وَالصّابِئِينَ﴾ الصابئين أتباع يحيى المعمدان بن زكريا، لأنه كان يعمّد، أي يصبغ أتباعه في نهر الأردن في دلالة على اعتناقهم رسالته ﴿وَالنَّصارى﴾ الذين نصروا عيسى