للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنّا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ (٩)

٩ - ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ﴾ استمرار الخطاب من موسى لقومه ﴿وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ﴾ لأنهم اندثروا من وجه الأرض ولم يبق لهم أثر ﴿جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ﴾ بالحجج الواضحة والمعجزات ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ﴾ جعل الكفار أيديهم على أفواه الرسل لمنعهم من الكلام وهو تعبير مجازي المقصود منه أنهم لا يريدون الاستماع لما ينافي ما اعتادوا عليه من العقائد القديمة التي انغلقت عليها عقولهم ﴿وَقالُوا إِنّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ﴾ أي كفرنا بما تزعمون أنكم أرسلتم به، وذلك لعجزهم عن قبول حقيقة تناقض ما اعتادوا عليه من التقليد ﴿وَإِنّا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ لا نستطيع القطع في صحة دعوتكم ورسالتكم، والنفس غير مطمئنة إليها، وتلك محاولة منهم للتهرب من الالتزام بالرسالة الجديدة وما يترتب عليها من تبعات.

﴿قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ﴾ أفي وجوده شك؟ فإن الفطرة السليمة شاهدة على وجوده ومجبولة على الإقرار به، ولكن قد يعرض لبعضها شك فتحتاج للنظر في الدليل ولهذا قالت الرسل ترشدهم إلى طريق المعرفة: ﴿فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ خالقهما ومبدعهما على غير مثال سابق، وعلى نظام أنيق دقيق في غاية الإعجاز ﴿يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ يمهلكم إلى وقت الموت لعلكم تتوبوا عن كفركم وعن ذنوبكم ﴿قالُوا﴾ لرسلهم ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا﴾ تأكلون وتشربون وتمشون في الأسواق فكيف تمتازون عنّا بتلقي الوحي؟ وهي الشبهة الأولى للكفار دوما

<<  <  ج: ص:  >  >>