الهول الكبير بخلاف المعتاد فيمن يشاهد البلاء أنه يطرق رأسه كي لا يراه ﴿لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ﴾ أي نظرهم، ما يفيد دوام الشخوص والذهول ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾ أي قلوبهم خالية من من أي خواطر وأفكار ومن كل رجاء وأمل سوى ما استحقوه لأنفسهم من عذاب محتوم يشخصون إليه بأعينهم.
٤٤ - ﴿وَأَنْذِرِ النّاسَ﴾ حتى لا يستمروا في الغفلة فيظنوا أنفسهم في مأمن ﴿يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ﴾ يوم القيامة ﴿فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أنفسهم بالكفر وبالمعصية وظلموا الآخرين بهضم حقوقهم ﴿رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ بعد معاينة أهوال القيامة يطلبون العودة إلى دار التكليف لإصلاح ما فاتهم ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ﴾ أي أن غفلتكم كانت بملء إرادتكم وتعمدتم التهرب من الحقيقة الواضحة التي جاء بها الرسل وزعمتم أن الدنيا نهاية المطاف ولا زوال عنها إلى حياة آخرة.
٤٦ - ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ﴾ بشركهم وافترائهم الكذب وفي سلوكهم ومكائدهم لمجابهة الحق ﴿وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ﴾ لا يغيب عنه تعالى شيء من مؤامراتهم وخططهم الخبيثة فهو لهم بالمرصاد ﴿وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ﴾ أي لشدة خبثهم ودهائهم.