سورة يونس السورة المكية الرابعة في ترتيب المصحف، وليس في ترتيب النزول، بعد سور الفاتحة - الأعراف - الأنعام، واستثنى بعضهم - بأسانيد ضعيفة - بعض الآيات منها على أنها مدنية، وهي أولى السور المكية الستة (يونس - هود - يوسف - الرعد - إبراهيم - الحجر) التي تبدأ بالحروف المقطعات ﴿الر﴾ سوى أن سورة الرعد تبدأ بالحروف ﴿المر﴾،
وأما تاريخ النزول ففي أواخر فترة إقامة النبي ﷺ في مكة قبل هجرته إلى المدينة، واشتقّ اسم السورة من ذكر قوم يونس في الآية ٩٨ منها، وكما هو معروف في سور القرآن الكريم فإن اسم السورة ليس سوى رمز لها، وللدلالة عليها لا غير، ولا يقصد به أنّ قصة يونس هي موضوع السورة، ولا أنّ في السورة تركيز عليها، ومع ذلك فإنّ قصة قوم يونس هي مثل القوم الذين تداركوا أنفسهم بالإيمان والتوبة قبل فوات الأوان: ﴿فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ﴾ [يونس ٩٨/ ١٠].
[ارتباط السورة بما قبلها]
أوضحت سورة التوبة أن الله تعالى لا يؤاخذ الناس بضلالهم إلاّ بعد أن تبلغهم الرسالة ويتبيّن لهم طريق الخير من طريق الشر: ﴿وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة ١١٥/ ٩]، واختتمت السورة بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة ١٢٨/ ٩]، ثم