للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (١١)

١١ - ﴿فَإِنْ تابُوا﴾ عن الكفر والغدر وعن الصد عن سبيل الله من آمن به، ومن يريد الإيمان، أو يتوقّع منه ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ﴾ كما سائر المسلمين ﴿فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وقد أمرت الآية (٥) بإخلاء سبيلهم في حال توبتهم، وها هنا تبين أنهم يصبحون إخوانا في الدين ﴿وَنُفَصِّلُ الْآياتِ﴾ نبيّنها ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الذين يتأملون ويتفكرون حتى يعلموا وجوه الحجج والبراهين كما فصلتها الآيات، بخلاف الجاهلين والمقلدين من الناس.

﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ (١٢)

١٢ - ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ﴾ من بعد عهدهم الذي عقدوه معكم، والآية تأكيد على البراءة، ويحتمل أن يشمل المعنى أيضا الذين ارتدوا عن الإسلام بعد الدخول فيه ﴿وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ﴾ صاروا يعيبون الدين ويستهزئون به ﴿فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ الأمر بالقتال ينطبق على ناقضي العهود دون غيرهم، لأنه لا ينفع مع أمثالهم سوى القتال بعد أن كشفوا ما في ضمائرهم من الشر، وأخرجوه من حيز النوايا إلى حيز التنفيذ، وهم لشدة إصرارهم على الكفر صاروا كأنهم أئمّة له يقتدي الكفار بهم، فهم قادة الكفر وحملة لوائه ﴿إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ﴾ لا أيمان حقيقية لهم يلتزمون بها، وهو سبب الأمر بقتالهم أنّه لا يعتدّ بأيمانهم ولا بعهودهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ وهي النتيجة المرجوّة من قتالهم، أن ينتهوا عن العدوان وعن الطعن في الدين، وليس مجرد إيذائهم، والكلام لا يزال في مشركي الجاهلية بجزيرة العرب، بدليل الآية التالية، راجع شرح الآية (٥)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>