للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (٧٦/ ٢٧)، وقوله: ﴿أَكْثَرَ﴾ لأن أمور الغيب التي يختلفون بها لن تنكشف لهم إلا في الآخرة.

كما افتتحت سورة الشعراء المتقدمة بالإشارة لشدة حرص النبي على إيمان الناس: ﴿لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (٣/ ٢٦)، وفي سورة النمل أنه في حزن عليهم وضيق من إعراضهم: ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ﴾ (٧٠/ ٢٧).

وفي سورة الشعراء زعم الكفار أن أمور الكون تسير بالصدفة والعشوائية وأن ليس من حساب وعذاب: ﴿إِنْ هذا إِلاّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ * وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ (١٣٧/ ٢٦ - ١٣٨)، ثمّ تذكرسورة النمل بأن منكري الآخرة يتخبطون في الظلام فيخسرون أنفسهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ (٤/ ٢٧ - ٥).

[محور السورة]

تنبّه سورة النمل إلى قاعدة اجتماعية مهمة وهي أنّ منكري البعث والآخرة يركزون كلّ جهودهم واهتمامهم على المكاسب المادية الدنيوية، فلا يرون أي شيء سواها جديرا بالاهتمام، مما يفسر حالة التخبط والعمى الروحاني التي أوقعوا نفوسهم بها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ (٤)، وفي قصة موسى أن لا منقذ لأمثالهم سوى التوبة: ﴿إِلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١١)، وكثير منهم يقرّون بالحقيقة في دخيلة نفوسهم ومع ذلك يجحدونها علنا بالنظر لسوء جبلّتهم ومكابرتهم وتهالكهم على الدنيا: ﴿وَجَحَدُوا بِها وَاِسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>