بني إسرائيل رفضه قومه ﴿فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ﴾ هو محمد ﷺ بعث إلى الناس كافة ﴿فَقالُوا﴾ الرسل إلى أقوامهم ﴿إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾ من الله تعالى.
١٥ - ﴿قالُوا﴾ الأقوام لرسلهم ﴿ما أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا﴾ ولستم من جنس الملائكة، فلا تفضلون علينا بشيء ﴿وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ﴾ من الوحي الذي تدّعون، وقولهم ﴿الرَّحْمنُ﴾ دليل على إقرارهم بالألوهية، مع إنكارهم الرسالة، وتوسلهم بالشفعاء والوثنية ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ﴾ فأنتم طلاّب زعامة بما تدّعون، وأمثال هؤلاء الناس منكري الوحي يزعمون أنهم مؤمنون، ولكن دون السماح لإيمانهم التدخّل في سلوكهم الحياتي اليومي لما في ذلك من قيود أخلاقية يفرضها الوحي عليهم، ولأنهم يريدون التصرف في الدنيا على هواهم.
١٨ - ﴿قالُوا﴾ لرسلهم بعد أن فشلوا في النقاش ﴿إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ﴾ كما كانت عادة العرب في التفاؤل والتشاؤم بحسب طيران الطائر الذي يلاحظونه يمنة أو يسرة، فيتفاءلون ويتيامنون بما يوافق شهواتهم إن طار يمنة، ويتشاءمون بما لا يوافقها إن طار يسرة ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا﴾ عن دعوتكم لنا وإصراركم ﴿لَنَرْجُمَنَّكُمْ﴾ بالحجارة ﴿وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ إضافة إلى الرجم، يريدون التخلص من الرسل ودعوتهم.