للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات، راجع آية (الأنعام ١ /)، ﴿أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ﴾ ثابت واقع التحقق لا محالة ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ أكثر الناس لا يعلمون أمور الغيب، لا من طريق النظر والاستدلال، ولا من طريق الإيمان بالرسل والوحي، لأنهم غافلون مغرورون بالظواهر.

﴿هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (٥٦)

٥٦ - ﴿هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ﴾ في الدنيا، وهو دليل على البعث والنشور في الآخرة ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ في الآخرة للحساب والثواب والعقاب.

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٥٧)

٥٧ - بعد أن أوضحت السورة براهين الألوهية والتوحيد، والدلائل الدالة على صحة النبوة والوحي، والقدرة على البعث والنشور والحساب، تعود إلى استمالة الناس نحو قبول الحق: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ وهي القرآن الكريم، والموعظة هي الوصية بالحق والخير واجتناب الباطل والشر ﴿وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ﴾ شفاء لما في الصدور من الشكّ والحيرة والتخبط، وشفاء من الباطل كالشرك والكفر والجهل والضلال والنفاق ﴿وَهُدىً﴾ إرشاد إلى الحقيقة، ولبيان ما يصح وما لا يصح ﴿وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ الصادقين في البحث عن الحقيقة والتوصّل إليها والإيمان بها، فالرحمة تعود على من يؤمن، أي إنّ الموعظة وشفاء الصدور والهدى لا يستفيد منها إلاّ المؤمن، أمّا الكافر والمكابر فيظلم نفسه بجحود الحقيقة.

﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ (٥٨)

٥٨ - ﴿قُلْ﴾ للناس أيها النبي: ﴿بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾ أي بالقرآن وبالإسلام ﴿فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ التأكيد يفيد الحصر، أي إيجاب الفرح بهما دون ما عداهما من فوائد الدنيا، أي لا مفرح حقيقة سواهما ﴿هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ من ثروات الدنيا والتهالك عليها فهي منتهية إلى الزوال، والمقصود

<<  <  ج: ص:  >  >>