١٣٨ - ﴿هذا بَيانٌ لِلنّاسِ﴾ لكلّ ذي عقل أن يتفكر ويعتبر بسنن الله في خلقه وفي الأمم التي مضت، وأن كل من يتبع تلك السنن يصل إلى غايتها إن خيرا فخير، أو شرا فشر ﴿وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ المتقين وحدهم من دون باقي الناس هم الذين يهتدون ويتعظون ويعملون على إحقاق الحق وإبطال الباطل.
١٣٩ - ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا﴾ الوهن هو الضعف، والمعنى لا تضعفوا في الجهاد ولا تحزنوا بسبب ما أصابكم في أحد فقد كان تربية لكم على مخالفة قائدكم الرسول ﷺ، ومخالفة القيادة خروج عن سنّة الله في أسباب الظفر ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إن كنتم مؤمنين وموقنين بوعد الله فأنتم الأعلون في العاقبة، كما في آية [محمد: ٤٧/ ٧]، وهذا الوعد منه تعالى بالنصر عام لكل المناسبات والعصور وليس مقتصرا على أحداث وقعة أحد وهو مشروط بقوله ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ أي إن كنتم مؤمنين بهدي القرآن والسنّة، وعاملين بموجبها، وبموجب سننه تعالى في خلقه بالوصول إلى النتائج عن طريق الأسباب، فحينئذ يكون التوفيق الإلهي في جانبكم فلا تهنوا ولا تحزنوا.
١٤٠ - ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ﴾ يمسسكم أي يصبكم، والقرح هو الألم الناتج عن الجرح، والمقصود ما أصيب به المسلمون يوم أحد، وأن المشركين أصيبوا يوم أحد بمثل ما أصيب به المؤمنون، كما أصيب المشركون يوم بدر ﴿وَتِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ﴾ الأيام تنتقل من قوم إلى آخرين، فيقال الأيام دول أو الدنيا دول، ويقال أيضا تداولته الأيدي أي